التحـدّي

لا يرى المواطن العادي في دول الشرق الأوسط وشمال افريقيا القضايا البيئية التي تحيق به مشكلة تهمه بالدرجة الأولى، ولا ينظر إليها على أنها مخاطر ستؤثر فيه وتهدد نمط حياته بصفة مباشرة، وبالتالي فهو يتكّل –بالكامل- على حكومته لإيجاد الحلّ لهذه المشاكل، والتي تعتمد بدورها على حلول وتقنيات تستوردها من خارج حدوده ولا تنبع من ثقافته.

وبالرغم من أن الجهود المبذولة لتعليم الأجيال الجديدة قد حققت درجةً عاليةً من النجاح خصوصاً في قضية زرع بذور الوعي البيئي لدى هذه الفئة من المواطنين، إلا أن الأجيال السابقة تنظر إليها غالباً على أنها لاتعدو كونها تقليعة غربية مؤقتة سينصرف عنها النشأ الجديد بمجرد تقدمهم في السن. يضاف إلى ذلك أن جميع الوسائل المتبعة في تغيير نمط حياة المواطن لحثه على الرفق بالموارد الطبيعية ومراعاة متطلبات البيئة في حياته اليومية قد تم تطويرها وتجريبها في المجتمعات الغربية، وعليه فإن المواطن ينظر إليها بأنها تجعل منه تابعاً لمبادرات وحلول صممت خصيصاً لغيره ومن خارج مجتمعه، ولا يسهل  تطبيقها ولا الاستمرار عليها في حياته اليومية. وهو الأمر الذي يولّد شعوراً بالنفور منها، وعدم التجاوب معها ومن ثم تنشأ الحواجز التي تعوق مساعي تطوير سلوك الفرد حيال البيئة وتمنع من جعلها همّاً جماهيرياً يتفاعل معه عامة الناس.

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


All Rights Reserved to  Mohamed Ben-Ghalbon  ©2001

Thursday, 25 August 2016

webmaster@savewater-sunna.com