أرقام مذهلة لكميات المياه التي تهدر أثناء الوضوء والغُسل

 

أظهرت الحسابات والتجارب العملية أن متوسط ما يستهلكه الفرد المسلم في منطقة الخليج والشرق الأوسط في الوضوء للصلاة يقدّر بـ 10 لترات من الماء الصالح للشرب المتدفّق من الصنبور بمعدل خمس مرات في كل يوم. كما أظهرت نفس هذه التجارب، التي أجريت على نفس الأشخاص، أن استعمالهم القدر الذي استعمله الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام لآداء وضوئه (مدّاً واحداً) كان كافياً لآدائهم لهذه الفريضة. وهذا يعني أن كمية الماء المهدور أثناء عملية الوضوء يقدّر بـ 13.5 ضعفاً للكمية اللازمة لأداء هذه الفريضة. ولهذا فإن معدّل ما يبدّده الشخص الواحد من الماء الصالح للشرب –أثناء الوضوء فقط- يصل إلى  46 لتراً في اليوم الواحد. وخلصت هذه التجارب إلى تسجيل أرقام مذهلة من حيث كميات المياه التي يهدرها المواطن الواحد عند أدائه لهذه الفريضة، (ما يعادل 16,950 ستة عشر ألف وتسعمئة وخمسين لتراً من الماء النقي سنوياً). وإذا ما أضفنا إلى ذلك كمية المياه التي تهدر أثناء أداء فريضة الغسل فإن كمية الماء التي يمكن المحافظة عليها بالاستخدام الرشيد الذي يوفره تطبيق هذه الاستراتيجية يصل إلى 19,500 لتراً سنوياً لكل فرد من أفراد أي مجتمع إسلامي.

وهو ما يعني –على سبيل المثال لا الحصر- أنه بالامكان توفير 419 مليون متر مكعبٍ من الماء تهدر سنوياً في المملكة العربية السعودية، و979  مليون متر مكعبٍ و1089 مليون متر مكعبٍ تهدر في مصر ونيجيريا على التوالي، كما يمكن المحافظة على 70 مليون متر مكعبٍ ، و318 مليون متر مكعبٍ ، و969 متر مكعبٍ ، و456 مليون متر مكعبٍ تهدر سنوياً في الإمارات العربية المتحدة وسوريا وايران والمملكة المغربية على التوالي ( للمزيد انظر الجدول المرفق – ملحق رقم 1).

وعند حساب تكلفة هذه المياه المهدورة من تحلية مياه البحر فإن ما ستوفره خزينة الدولة السعودية على سبيل المثال سيقدر بـ 400 مليون دولار في السنة الواحدة.

من غير المنطقي ولا العملي أن تطالب الدولة مواطنيها باستخدام ابريق قياس أو كوز في كل مرة يؤدون فيها وضوءهم من أجل توفير الماء، لكن إدخال هذا المطلب ضمن مواصفات تصاميم الحمام العصري –الذي تعوّد عليه المواطن، ولا يمكنه الاستغناء عنه- بما يضمن له تحقيق رغبته في الوضوء بهذا القدر من الماء بسهولة سيكون بدون شك محل تقديره، ودافعاً لحماسه للمواظبة عليه، بل نذهب بالقول إلى أبعد من ذلك، فإن من شأن ذلك تحقيق أول خطوة لهذا المواطن على طريق الوعي المطلوب ومن ثم الانضباط البيئي المرجوّ، وهو ما سيكون له أثر إيجابي في تطبيق ذلك على سائر سلوكيات حياته اليومية وعلى الوعي بمخاطر إهدار المياه واختلال التوازن البيئي وما ينتج عنه من أضرار له ولمجتمعه.

 

 

 

 

 

 

 

 

 


All Rights Reserved to  Mohamed Ben-Ghalbon  ©2001

Thursday, 25 August 2016

webmaster@savewater-sunna.com